يوم عيد المرأة العالمي
بقلم / ماجي الدسوقي
قبل أن أبدأ في سرد بعض الحقائق عن قصة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس كل عام حالياً أود أن أقول أنه يجب أن يكون العام كله عيداً للمرأة وليس يوم واحد فقط فهي الأم والأخت والزوجة الصالحة والحبيبة . لا أتخيل الكون دون المرأة كيف سيكون ، فهي كل المجتمع ووعائه. أرجو من الله لهن المزيد من العلم النافع والعطاء المستمر والوعي والأخلاق الحميدة . وأجمل ما قيل في المرأة أنها المنبع الفياض للحب في هذه الحياة وأنها أشد ألغاز الحياة غموضاً . إن المرأة تدرك في الدقيقة مالا يدركه الرجل في حياته كلها إذا تلبد قلب الرجل بالهموم انزاحت سحب الضباب بظهور المرأة والأعمق من ذلك أن المرأة إذا ذبل عقلها ومات …. ذبل عقل الأمة بكاملها وماتت ، وأخيراً لو جردنا المرأة من كل شيء لكفاها شرف الأمومة . تحتفل كثيرٌمن البلدان حول العالم باليوم العالمي للمرأة ، فهو يوم يُعترف فيه بإنجازات المرأة بدون النظر في أي تقسيمات أخرى مثل القومية والإثنية واللغة والثقافة والبيئة الإقتصادية أو السياسية . وبرز هذا اليوم مع ظهورأنشطة الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين وتحديدا سنة ١٩٠٨ في أمريكا الشمالية وبعض بلدان القارة الأوروبية . ثم تطورت أدوات وحيثيات الاحتفال بعيد المرأة عالميا من ذاك العام حتى يومنا هذا . وكان ميثاق الامم المتحدة سنة ١٩٤٥ أول إتفاقية دولية توًكد مباديء المساواة بين الرجل والمرأة ووضع الخطط العامة والمعايير والبرامج والاهداف التي يُتَّفق عليها في معظم دول العالم لتحسين وضع المرأة في كل أنحاء العالم . ومنذ عام ١٩٤٥ عززت الأمم المتحدة ووكالاتها الفنية مشاركة المرأة في تحقيق التنمية والسلام والأمن وإحترام حقوق الانسان إحتراما كاملا . ويبقى السؤال مطروحا : هل أُنصفت المرأة في جميع أنحاء العالم بالقدر الكافي ؟ في الغرب ، نعم . أما في قارتي إفريقيا وآسيا فلا !!!! في الغرب تقلدت المرأة أعلى المناصب القيادية وحتى الوزارات الهامة حتى أنني أستغرب كيف وصلت الى أن تكون وزيرة الدفاع !!!! فكما نعرف أن وزارة الدفاع من أخطر الوزارات الأساسية في الدولة . في هذا اليوم تأخذ النساء إجازة كاملة تقديرا لجهودها ومنزلتها في المجتمع . ولا زلت أتذكر أن وزيرة الدفاع الفرنسية استقالت يوم أن جمع الأمريكان نصف جيوش العالم للهجوم على العراق سنة ١٩٩٠ لأنها ارتأت أن هذه الحرب حرب ظالمة ! اما في قارتي إفريقيا وآسيا فحدث ولا حرج . تتعرض المرأة فيهما لجميع أنواع القهر الإجتماعي والنفسي والأسري لان مجتمعاتنا مجتمعات ذكوريّة بحتة . في كتابه الحكيم لم يخاطب الله الرجل وحده فقال : يا أيها الرجل او يا أيها الرجال ، خاطب الله الناس والمؤمنين والمؤمنات جميعهم ، فالدين الإسلامي بريء مما تلاقيه وتواجهه المرأة في مجتمعاتنا . فإذا أردنا أن نتحدث عن حقوق المرأة في الإسلام ونُسقطها على واقع المسلمين ، فإننا بهذا نكون قد ظلمنا الاسلام والشريعة السمحاء ، فالكثير من تصرفات المسلمين حتى المتدينين منهم لا علاقة لها بالإسلام أو الأحكام الشرعية المنزّلة ، لكنها أعراف وتقاليد خاطئة تماما لأن الدين الإسلامي أنصف المرأة على مر التاريخ . تتعرض الكثير من النساء للتعنيف والضرب المبرح والأذى القولي والكلمات الجارحة والنقد العنيف غير المبرر والتهديد بالطلاق . وفي بعض البلدان الافريقية وخاصة في النزاعات والحروب تتعرض النساء للقتل والاغتصاب البشع والسُخرة أحيانا . ثم جاء الرسول ( ص) فقال إستكمالا للتشريع السماوي ” استوصوا بالنساء خيرا ” وجعل خير الرجال من يُحسن لزوجته فقال ” خيركم خيركم لأهله ” . هذه هي القواعد والأخلاق الإنسانية الأسلامية تجاه المرأة التي لم يعرف التاريخ مثلها . صحيح أن المرأة في الغرب حصلت على القدر الكافي جدا من القوانين التي تصونها وتحفظ لها كرامتها ولكن هذه القوانين منحتها ايضا حرية زائدة عن الحد في علاقتها مع الرجل وفي تصرفاتها الشخصية وهذا شيء غير مرغوب فيه في مجتمعاتنا . وما زلت اتذكر حتى هذا اليوم العبارة المشهورة عندنا : ” المرأة نصف المجتمع ” ولكن الحقيقة أنها كل المجتمع ، ركن المجتمع الأساسي فهي لا تكل ولا تمل في خدمة الوطن والزوج والأبناء وكل من يطلب العون : تُشرف على شوؤن البيت ، وتربية الأطفال، ومراقبة الصغيرة والكبيرة في سلوكيات الابناء وتقوم بما يلزم البيت من الخدمات . أما الحقيقة المُرة فهي قصور التشريعات والقوانين عن إنصافها كما يجب . وختاما إن يوم المرأة العالمي يبقى لكثير من النساء يوما لا يختلف عن باقي أيام السنة في ظل معاناتهن من الفقر وتحمل تبعات المشاكل الأسرية التي تُعاني منها المرأة وبخاصة المطلقات والنساء اللواتي يكن أزواجهن في السجون أو من ذوي الأمراض العضال . وفي بعض الأحيان تتلقى بعض الدعم المادي من صناديق مالية إجتماعية وغالبا لا يكون هذا الدعم المادي كافيا لاحتياجاته